يتعين على الناس معرفة الفرق بين التوقيت الصيفي والشتوي، وخصوصًا في الدول التي تقوم بتطبيق نظام تغيير التوقيت وتقديم الساعة وتأخيرها، حتى يتسنى لهم التعرف على فوائد وأضرار كل منهما سواء على صحة الإنسان، لذا نقدم خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم أهم أوجه الاختلاف بين التوقيت الصيفي والشتوي، ونستعرض أيضًا أي التوقيتين أكثر فائدة للصحة العامة.
ما الفرق بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي؟
يتمثل الفرق بين التوقيتين في تقديم الساعة وتأخيرها، حيث يكون التوقيت الصيفي من خلال تقديم الساعة 60 دقيقة في الربيع، لذا يسمى في بعض الأحيان بـ "التقدم الربيعي". على الجانب الآخر، يكون التوقيت الشتوي عن طريق تأخير الساعة الـ 60 دقيقة؛ التي تم تقديمها في الربيع، وتعديل الوقت ليعود إلى التوقيت القياسي أو الطبيعي في فصل الخريف، ويسمى بـ "التراجع الخريفي".
يقول موقع Time and Date: "أكثر من 60% من دول العالم تستخدم التوقيت القياسي (التوقيت الشتوي) طوال العام. أما باقي الدول فتستخدم التوقيت الصيفي خلال أشهر الصيف، وعادةً ما تقدم الساعة ساعة واحدة عن التوقيت القياسي".
تبرز الجمعية الأمريكية للطب الرياضي فرقًا آخر بين التوقيت الصيفي والشتوي، بأن التوقيت الشتوي يتوافق بشكل أوثق مع إيقاعات أجسامنا اليومية الطبيعية. وأضافت الجمعية: "يوفر التوقيت الشتوي أو القياسي مزيدًا من ضوء الشمس في الصباح، مما يساعد الناس على الاستيقاظ والشعور بمزيد من اليقظة، بينما يصبح المساء مظلم تدريجيًا في وقت أبكر، مما يشير إلى أجسامنا بأن وقت الاسترخاء قد حان". "هذا التوافق الطبيعي يدعم نومًا أكثر راحةً واستمرارًا".
في المقابل، عند تطبيق التوقيت الصيفي، يؤخر وقت الصباح، وبالتالي يؤخر الغروب، مما يطيل من الضوء المسائي، ويكون النهار أطول من الليل، مما قد يُؤخر موعد النوم ويسبب اضطرابًا في أنماط النوم.
أي توقيت أكثر فائدة للجسم والصحة العامة؟
يعد ضبط التوقيت القياسي، المعروف أيضًا بالتوقيت الشتوي، على مدار العام مفيدًا للصحة العامة. ففي هذا التوقيت، تشرق الشمس مبكرًا، وهو ما يتوافق أكثر مع الإيقاع الحيوي البشري. هذا هو استنتاج مراجعة الأدبيات الدولية للمعهد الوطني للصحة العامة والبيئة (RIVM) حول تأثير ضبط التوقيت على مختلف جوانب النوم والصحة.
في الدول التي تقوم بتغيير الساعة، بحيث نقدم أو نؤخر ساعاتنا مرتين سنويًا، بالتبديل بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي. بعد هذا التبديل مباشرةً، يتأثر نوم الناس سلبًا؛ وخاصةً بعد تقديم الساعات إلى التوقيت الصيفي، يميل الناس إلى النوم أقل. كما أن هناك آثارًا صحية بعد هذا التبديل. على سبيل المثال، تزداد حالات النوبات القلبية بعد الانتقال إلى التوقيت الصيفي. ولن تحدث هذه الآثار السلبية المباشرة لو تم استخدام وقت ثابت على مدار العام.
يؤثر ضوء النهار على الإيقاعات الحيوية البشرية، من بين تلك الأمور هي اضطراب دورة النوم والاستيقاظ الخاصة بنا. لذلك، من الأفضل للصحة العامة الالتزام بتوقيت واحد يتماشى مع الإيقاع الطبيعي لليل والنهار. هذا يعني أن الشمس تشرق مبكرًا، كما هو الحال في التوقيت القياسي (الشتوي). من ناحية أخرى، لو اعتمدنا التوقيت الصيفي على مدار العام، لكان ذلك أقل ملاءمة لصحتنا من استخدام التوقيت الشتوي طوال العام. وقد اتضح ذلك من خلال الأبحاث المتعلقة بجوانب النوم والصحة و تأثير التوقيت الصيفي على النوم، مثل مدة وجودة النوم، وزيادة الوزن، وعدد المصابين بالسرطان، ومتوسط العمر المتوقع بشكل عام. وسيكون من الأفضل للصحة العامة لو اعتمدنا توقيت واحد على مدار العام.
في عام ٢٠١٨، اقترحت المفوضية الأوروبية أن تختار جميع الدول الأعضاء توقيتًا ثابتًا طوال العام، مما ينهي ممارسة التبديل بين التوقيت القياسي والتوقيت الصيفي. ويقوم المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة (RIVM) بإجراء أبحاث حول الآثار الصحية لاستخدام التوقيتين على مدار العام، وآثار التبديل بينهما. وستساعد الدراسة التي يجريها المعهد في تحديد موقف أوروبا في هذه المسألة.
لو قدرنا نوصلك معلومة جديدة أدعمنا بـ المتابعة ❤