فوائد وأضرار التوقيت الصيفي الذي دائمًا ما يثير جدلًا بين الخبراء والباحثين، حيث نجد الكثير من يؤيد تطبيق هذا التوقيت، وهناك من يعارض استخدامه وتطبيقه، وكلا الفريقين له أسبابه ودوافعه وراء تأييده أو تركه والتخلي عنه. نستعرض معكم خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم أهم إيجابيات وسلبيات التوقيت الصيفي DST، التي تتسبب في إثارة الجدل حول تطبيقه من قبل بعض الدول والحكومات.
مزايا وعيوب التوقيت الصيفي
يؤثر تقديم الساعة 60 دقيقة خلال الربيع (التقدم الربيعي) على أكثر من جانب من جوانب الحياة، الموضوع أكبر من تغيير الساعة بالزيادة أو النقص، بل هناك الكثير من العوامل والأشياء التي تتأثر وتؤثر على مستوى الأفراد والمجتمعات والاقتصادات. لذا نسرد لكم خلال السطور التالية أبرز مزايا وعيوب استخدام وتطبيق التوقيت الصيفي.
فوائد التوقيت الصيفي
يحمل تغيير الساعة للتوقيت الصيفي بعض الفوائد والإيجابيات، والتي تجعل بعض دول العالم تعتمده وتطبقه أثناء فصل الربيع، وتتمثل هذه المزايا في الآتي:
1. توفير الطاقة
كان السبب الرئيسي لتطبيق التوقيت الصيفي هو تقليل استهلاك الطاقة. فمن خلال تحويل ساعة من ضوء النهار من الصباح الباكر إلى المساء، كان يعتقد أن التوقيت الصيفي يقلل الطلب على الكهرباء خلال ساعات الذروة المسائية، وخاصةً في أشهر الربيع والصيف. وقد أظهرت دراسات من منتصف القرن العشرين بعض التوفير في الطاقة، ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض احتياجات الناس إلى الإضاءة، واستخدام الطاقة في الليل بشكل أقل.
2. تعزيز الاقتصاد والترفيه
تشجع الأمسيات الطويلة الناس على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، سواءً للتسوق أو تناول الطعام أو الأنشطة الترفيهية. وتستفيد العديد من الشركات، وخاصةً في قطاعي التجزئة والسياحة، من ساعة النهار الإضافية. كما تشهد الحدائق والفعاليات الخارجية وغيرها من الأماكن إقبالًا متزايدًا، مما قد يؤثر إيجابًا على الاقتصادات المحلية ويخلق فرص عمل موسمية.
3. تحسين السلامة على الطرق
تشير الدراسات إلى أن التوقيت الصيفي يمكن أن يُقلل من حوادث المرور من خلال توفير المزيد من ضوء النهار خلال ساعات الذروة المسائية، والتي غالبًا ما تكون أكثر ازدحامًا من ساعات التنقل الصباحية. قد يؤدي تحسين الرؤية وتقليل النعاس بفضل زيادة ضوء النهار المسائي إلى تقليل الحوادث، مما يعود بالنفع على المشاة والسائقين على حد سواء.
4. يدعم الصحة البدنية والنفسية
يمكن أن تعزز ساعات النهار الطويلة من ممارسة الرياضة أو التنزه بصورة أكبر، حيث يصبح هناك وقت خلال النهار بعض انتهاء العمل، مما يتيح للناس الوقت لممارسة التمارين الرياضية مثل المشي، أو الجيم، أو الخروج والتنزه، وذلك لطول وقت النهار، وهو أمر مفيد للصحة البدنية والنفسية على حد سواء، وقد ثبت أن التعرض للضوء الطبيعي بالنهار الطويل يساعد على تحسين المزاج، مما قد يقلل من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) واضطرابات المزاج الأخرى، وهذا ما نشعر به في فصل الصيف على عكس ما يحدث في الشتاء.
أضرار التوقيت الصيفي
يأتي تغيير التوقيت للنظام الصيفي عن طريق تقديم الساعة بعدة سلبيات، سواء على الإنسان أو الحيوان أو الاقتصاد حتى، وهو ما يجعل الكثيرين لا يشجعون على تطبيقه، وقد نجد بعض الدول لا تغير التوقيت خلال العام، وتنتهج التوقيت القياسي أو التوقيت الصيفي بشكل دائم، إليك بعض الأسباب والسلبيات التي تجعل من التوقيت الصيفي ضار وعديم الفائدة.
1. اضطرابات أنماط النوم
يسبب تغيير الوقت للتوقيت الصيفي اضطرابًا في جداول النوم، خاصةً خلال فترة الانتقال إلى الربيع. قد يؤدي هذا التغيير إلى الحرمان من النوم أو ما يُعرف بـ "دين النوم"، مما يُؤثر بشكل تراكمي على المزاج والإنتاجية والصحة العامة. وقد أظهرت الدراسات ارتفاعًا قصير المدى في إصابات العمل وحوادث السيارات في الأيام التي تلي تغيير التوقيت للصيفي، مما يشير إلى أن تغييرًا ولو لساعة واحدة فقط، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة.
ننصحك بهذا المقال: هل تفقد نومك بسبب التوقيت الصيفي؟ إليك الأسباب والحلول
2. شكوك حول توفير الطاقة
الجميع يعرف أن التوقيت الصيفي قد طرح في الأساس لتوفير الطاقة، إلا أن الدراسات الحديثة شككت في فعاليته. فالتغيرات في كيفية استخدامنا للطاقة - مثل زيادة الاعتماد على أنظمة التدفئة والتبريد - تُثير تساؤلات حول ما إذا كان التوقيت الصيفي يُحقق ترشيدًا مُجديًا في استهلاك الطاقة. وقد أظهرت أبحاث أجرتها وزارة الطاقة الأمريكية ومنظمات أخرى نتائج متباينة، حيث أشارت بعض الدراسات إلى وفورات ضئيلة أو معدومة في الطاقة.
3. التأثير على الصحة والعافية
يجادل بعض خبراء الصحة بأن التوقيت الصيفي يُمكن أن يكون له آثار طويلة الأمد على صحة القلب والأوعية الدموية. وقد وجدت الدراسات علاقة بين تغيير التوقيت الصيفي وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يمكن أن يؤدي اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، أو الإيقاع اليومي، إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب.
4. تحديات الزراعة والثروة الحيوانية
يمكن أن يعطل التوقيت الصيفي الجداول الزمنية الزراعية، وخاصةً بالنسبة للماشية والممارسات الزراعية التي تعتمد على روتين ثابت. تعتمد الحيوانات، مثل الأبقار الحلوب، على مواعيد تغذية وحلب منتظمة. قد يؤدي التغيير المفاجئ في الوقت إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة التوتر لدى كل من الحيوانات والمزارعين، الذين قد يضطرون إلى تعديل جداولهم مرتين سنويًا.
5. انخفاض في إنتاجية مكان العمل
صرح رائد الأعمال جون رامبتون لمجلة إنتربرينور أن التوقيت الصيفي "امتص روح الإنتاجية"، وقد أيدت الدكتورة إيلين روزن، أستاذة الطب السريري ومديرة برنامج زمالة طب النوم في جامعة بنسلفانيا، هذا الرأي، حيث صرحت لقناة MSNBC أن أصحاب العمل "يدركون تكاليف قلة النوم لدى موظفيهم"، والتي يسهم فيها التوقيت الصيفي بشكل كبير. وأضافت روزن أن هناك "علاقة قوية على شكل حرف U بين التغيب عن العمل والحضور فيه وساعات النوم". وتجادل روزن في جوهرها بأنه ينبغي أن يحصل الناس على سبع إلى ثماني ساعات من النوم ليلاً ليكونوا أكثر إنتاجية، وهو أمر يصعب حدوثه نتيجة التوقيت الصيفي.
في النهاية، كأي شيء من عمل الإنسان، يحمل في طياته العديد من الفوائد والأضرار والإيجابيات والسلبيات، هذا بالضبط ما ينطبق على التوقيت الصيفي، وتقديم الساعة للأمام في أثناء فصل الربيع. ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن جعل للإنسان القدرة على التكيف والتأقلم مع الأوضاع الجديدة التي تطرأ علينا، ومنها عديد الأمور والأشياء التي تحدث مع تغيير التوقيت، وعلينا تعلم كيفية الاستعداد للتوقيت الصيفي وتغيير الساعة إلى الأمام، حتى نتأقلم مع التوقيت الجديد دون حدوث اختلال في يومنا أو عملنا أو صحتنا، لذا ننتظركم في مقال جديد حول كيف نستعد ونتخطى مشاكل تغيير التوقيت، فلا تنسوا متابعة المدونة.
لو قدرنا نوصلك معلومة جديدة أدعمنا بـ المتابعة ❤