انتشرت خلال الفترة الماضية منذ إندلاع حرائق ولاية كاليفورنيا عبارات وتصريحات شماتة وفرح في مصائب أميركا، بسبب حرائق لوس أنجلوس التي تجاوزت حريق أكثر من 1.6 مليون فدان، وتشريد أغلب أهلها ومصابين وقتلى بالمئات. لذا يتسائل البعض عن حكم الشماتة في حرائق أميركا، نستعرض معكم خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم لماذا يشمت الناس في حرائق كاليفورنيا الأخيرة؟ وهل يجوز للمسلم الشماتة في مصائب الآخرين؟ تابعوا معنا لتعرف المزيد عن هذا الموضوع.
لماذا يفرح الناس في حرائق أمريكا وأضرارها؟
الشماتة هي الفرح بمصائب الغير، وما يصيبه من أضرار وخسائر، وهنا يتبين أن الشماتة محلها القلب، وهي عبارة عن مشاعر يشعر بها الإنسان بشكل عفوي لا إرادي، لما يخزنه عقل الإنسان من مساوئ الآخر سواء له أو لغيره. من هذا المنطلق، نجد أن الكثير من الناس وبالأخص المسلمين من حول العالم يفرحون ويشمتون في أحداث أمريكا الأخيرة، وكل إنسان له وجهة نظره ومنظوره وأسبابه حول الشماتة في حرائق كاليفورنيا والخسائر المترتبة عليها.
الشماتة هي طبيعة بشرية موجودة بوجود البشر، وهي ظاهرة شائعة في جميع أنحاء العالم، لا تقتصر على شعب أو طائفة أو مجتمع معين، كل إنسان منا على هذه الأرض يشمت ويفرح في مصائب ومآسي الآخرين، وخصوصًا من يؤذيه أو يتفوق عليه، فهي نابعة من مشاعر الحقد والحسد المتأصلة في النفس البشرية.
الشماتة في الإسلام
الإسلام يعتبر مشاعر الشماتة في مصائب القوم من المشاعر السلبية والسيئة على المستوى الشخصي والجماعي، فهي مشاعر نابعة من الحقد والحسد للآخرين، وهي من أمراض القلوب التي تتسم بها النفس البشرية، وقد جاء الإسلام مجاهدًا لهذه الخصال السيئة، فلا يليق بالمسلم أن يشمت في الغير عندما يصاب ببلاء أو مصيبة معينة,
هنا يمكن القول أن الفرح في مصائب الآخرين من المسلمين لا يجوز بأي حال من الأحوال، وأما الفرح في غير المسلمين أو الأمم الكافرة فهو لا يليق بالإنسان المسلم السوي، لأن الدين الإسلامي جاء للحفاظ على البلاد والعباد دون تمييز عرقي أو طائفي، لذا على كل مسلم عاقل ألا يفرح أو يشمت في حرائق أمريكا أو غيرها، بل يتعظ مما يحدث في الولايات المتحدة، وبالخصوص ما يحدث في ولاية كاليفورنيا من حرائق سان دييجو ولوس أنجلوس، أن يتعظ ويتدبر في آيات الله عز وجل، آيات الله!! وهل حرائق كاليفورنيا آية من آيات الله سبحانه وتعالى؟ تابع معي أخي الكريم لتتعرف على المزيد حول هذا السؤال.
هل حرائق أمريكا مستمرة آية من آيات الله ينبغي تدبرها؟
تستمر حرائق أمريكا في ولاية كاليفورنيا منذ شهر تقريبًا إلى يومنا هذا، بعد أن نشبت الحرائق في منطقة لوس أنجلوس الأمريكية منذ قرابة الشهر، ها هي الآن تنشب في غابات سان دييجو التي تبعد عنها 160 كم، وتستمر حرائق مدينة لوس أنجلوس إلى اليوم. ومن الناحية الفيزيائية الطبيعية، سنجد الكثير من العلماء والخبراء الفيزيائيين يبررون ما يحدث بأسباب طبيعية كالتعرض لحالات الجفاف في هذه المناطق، ومع قلة الأمطار وجفاف الجو ونقص درجات الرطوبة في الهواء، قد يؤدي إلى حدوث حرائق الغابات، ويمكن الاستناد أيضًا إلى الأقاويل التي تستند على وقوع صواعق في هذه الغابات أدت إلى حرقها، والتي ساهمت الرياح الجافة الشديدة على انتشار الحريق على مساحات واسعة، مما سبب في حرق حوالي 100 ألف فدان في وقت ليس بالطويل، بل في أوقات متقاربة.
السؤال هنا هل من الطبيعي أن كل هذه الظروف المناخية تحدث في نفس التوقيت دون آخذ العبرة والتدبر؟ أن ما يحدث في أميركا خلال الفترة الأخيرة من حرائق وأضرار وخسائر بشرية ومادية، قد يكون للتغيرات المناخية و الطقس المتطرف سببًا فيه بشكل أو بآخر، ولكن حدوثها بهذا الترتيب الإلهي وفي نفس الوقت، وبهذه القوة والشدة، التي تجعل أقوى جهاز إطفاء في العالم يقف عاجز عن استيعابها أو السيطرة عليها. مما يجعلنا كمسلمين ننظر لها على أنها آية تخويف لأمريكا والأمريكان، فهو القائل سبحانه "وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا" وأن هناك إله قادر على استبدال أمريكا بغيرها، فهو المعز المذل، وهو المتصرف في كونه، وله مقاليد السموات والأرض.
ختامًا، حتى لا نجلد أنفسنا، الشماتة جزء لا يتجزأ من النفس البشرية، أي إنسان على هذه الأرض يشمت في غيره، بما يتناسب مع معاملة غيره له. من الجدير بالذكر، أن هناك الكثير من المواطنين الأمريكيين سواء المقيمين في لوس أنجلوس أو غيرها من ولايات أمريكا الأخرى يشمتون في مصابين حرائق ولاية كاليفورنيا من الأغنياء والمشاهير، فالشماتة موجودة بوجود الناس والتعاملات بينهم، لكن علينا مجاهدة أنفسنا بعدم إظهار مظاهر الفرح والشماتة في تلك الحرائق الكبيرة وما تشمله من مدنيين وعزل وأطفال وكبار السن.
لو قدرنا نفيدكم، لا تنسونا بـ المتابعة