مبادئ الاستثمار في الإسلام
لقد حدد لنا الله شروط ومبادئ يمكن اتخاذها للاستثمار الحلال أو المباح وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث يريد الشخص المسلم استثمار المال الذي يدخره للحفاظ عليه وتنميته مع مرور الوقت، نجد الكثير من الناس تعمل على تنويع محفظة الاستثمار لديها، يعد هذا الأمر رائع من حيث الفكرة ولكن يجب علينا أولًا أن تكون هذه الاستثمارات حلال وبطرق متوافقة مع أحكام الإسلام الاستثمارية. نستعرض معكم من خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم أهم شروط الاستثمار الحلال في تحقيق تنمية أموال المستثمرين المسلمين.
شروط الاستثمار الحلال halal investment
يجب على كل مستثمر مسلم الالتزام بشروط الاستثمار التي جاء بها الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية، لأنه محاسب بين يدي الله عن ماله؛ من أين اكتسبه وفيما أنفقه، أي أصل المال ومصدره ومن ثم يُسأل عن وجوه الإنفاق المختلفة منها الاستثمار، لذا ينبغي مراعاة الاعتبارات والضوابط الدينية والشرعية بالاستثمار الذي يقوم به. نسرد لكم خلال السطور التالية أبرز الشروط الشرعية للاستثمار المباح المتوافقة مع الحلال وفقًا للشريعة الإسلامية.
الاستثمار في منتجات الحلال
يتعين على المستثمر أن يستثمر رأس المال في شراء أسهم حلال، من أكثر أنواع استثمار رؤوس الأموال شيوعًا هو التداول في سوق الأسهم، لتحقيق عوائد مالية من اسهم الشركات المساهم فيها، لذا يجب التأكد من طبيعة نشاط شركة المساهمة التي يحمل أسهمها. وهناك ثلاث شروط للأسهم الحلال وهي كالتالي:
- لا يجوز الاستثمار في شركات ذات نشاط محرم، وذلك لترسيخ مبدأ الحلال والحرام.
- ألا تزيد نسبة الديون عن ثلث قيمة أصول الشركة لتجنب المخاطرة المفرطة.
- ألا تكون نسبة النقدية أعلى من 50% من قيمة الأصول المملوكة للشركة.
يحظر التعامل مع مشاريع استثمارية قائمة على الأنشطة المحرمة شرعًا haram investments مثل تجارة الكحول والخمور والتبغ والأسهم الإباحية وتجارة المخدرات والسلاح وغيرها من أنشطة غير أخلاقية تضر بالمجتمع والبيئة، تطبيقًا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام "لا ضرر ولا ضرار".
تجنب الربا أو الفائدة
يراعى عند استثمار المال في مشروع ما، التدقيق في هيكل عقد الاستثمار، هل فيه فائدة (ربا)؟ والربا هنا يقصد به الزيادة المالية التي تضاف على المال الأصلي بعد المدة المسموح فيها سداد الدين، تعد السندات bonds هي مثال للاستثمار الشهير الذي يدر فائدة. السندات التقليدية تأتي في أشكال مختلفة وكلها حرام (غير مسموح بها) بسبب الفوائد الموجودة فيها. ومن الجدير بالذكر، أن الربا لا يقتصر على الزيادة في المعاملات مثل القروض بسبب تأخير وقت السداد. بل قد يحدث الربا أيضاً في أي زيادة غير مبررة فوق رأس المال، سواء في القروض من البنك كما ﻓــﻲ حال فتح الشهادات الإدخارية أو في التجارة.
الابتعاد عن الغرر أو عدم اليقين
هناك ضابط آخر من ضوابط الشريعة لتحقيق الربح من الاستثمارات الحلال، وهو تفادي الاستثمار عالي المخاطر بشكل كبير، الذي قد يتسبب في فقد رؤوس الأموال للمستثمرين، لذا يجب الحذر من وجود الغرر عند التوقيع على بعض العقود، وقد تم تعريف الغرر على أنه أي شيء يحمل في داخله الكثير من المخاطرة وعدم اليقين، وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر. ولهذا السبب، يعتقد العلماء أنه من غير المسموح الاستثمار في المشتقات التقليدية مثل الخيارات والعقود الآجلة بسبب كمية الغرر الموجودة فيها.
تجنب الميسر أو المقامرة
لا تستثمر مالك في شركة نشاطها قائم على القمار، أو أي استثمار في الشركات التي تعمل بطريقة المقامرة، أو المشاركة في صندوق استثماري من الصناديق القائمة على مجال مقامر، لأن شريعة الإسلام تسعى لحماية رأس المال من الخسارة بسبب المخاطر العالية. والقمار أو ميسر في اللغة تعني "فرصة الحظ" أو "سهولة الحصول على شيء ذي قيمة دون كسبه"، وهو نوع من أنواع المضاربة المفرطة، وهذا غير متوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
ختامًا، لقد وضحنا لكم أشهر الشروط الأساسية التي تتوافق مع أحكام شريعة الإسلام من أجل الاستثمار الحلال halal investing، وذلك عن طريق كيفية اختيار نشاط حلال شرعي قائم على تداول السلع والمنتجات الحلال، ومن ثم تفادي القروض الربوية من البنوك في التمويل، حيث يمكن الاعتماد على الاستثمار الذاتي المباشر أو استثمار جماعي برؤوس أموال مثل شركة أكثر من رائد أعمال في الاستثمار، وهذا أفضل للاستثمار، مع تجنب العقود الغرر غير الواضحة التي يشوبها عدم اليقين مع حقوق محفوظة للشركاء، وذلك لخلق مشروعات استثمارية قوية تفيد الأفراد والمجتمعات.
لو قدرنا نفيدكم ولو بالقليل، لا تنسونا بـ المتابعة