الطقس المتطرف عام 2024
يتساءل الناس كل شهر ديسمبر عن شدة الأحداث المناخية المتطرفة التي شهدها العالم خلال هذا العام، حيث يمكننا القول أن عام 2024 هو الأكثر حرًا وبردًا، لماذا أصبح الطقس أكثر تطرفًا؟ وللرد على هذا السؤال، تعاونّا مع Climate Central لإنتاج تقرير يستعرض أبرز هذه الأحداث المناخية المتطرفة، ويتضمن التقرير أيضًا المخاطر المتعلقة بهذا التطرف المناخي، بالإضافة إلى الحلول والقرارات العالمية لعام 2025 للعمل نحو عالم أكثر أمانًا واستدامة.
 |
| تطرف مناخي |
ما هو الطقس المتطرف extreme weather؟
الطقس المتطرف يشير إلى ظواهر جوية غير عادية تتجاوز الظروف المناخية المعتادة، وقد يشمل عواصف الشديدة مثل الأعاصير، والزوابع، والعواصف الرعدية القوية. وهناك أيضًا الفيضانات بسبب هطول الأمطار الغزيرة أو ذوبان الثلوج. وقد تجد الجفاف؛ حيث فترات طويلة من قلة الأمطار تؤثر على الزراعة والمياه. وقد يتمثل الطقس المتطرف في موجة حرارة شديدة نتيجة الارتفاع الحراري الشديد لأوقات طويلة من الصيف، وحتى برودة قاسية في وقت الشتاء، حيث فترات من الطقس شديد البرودة، أو الثلوج الكثيرة، عن طريق تساقط كميات كبيرة من الثلوج في فترة زمنية قصيرة.، هو عبارة عن أي نشاط مفرط للطقس، والتي تؤدي هذه الظواهر إلى تأثيرات سلبية متعددة، بما في ذلك الخسائر في الأرواح والممتلكات، أضرار بالبنية التحتية، والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية.
مخاطر المناخ المتطرف
تشير المنظمة (WMO) للأرصاد وهي الهيئة الرسمية في منظومة الأمم المتحدة بشأن الطقس والمناخ؛ خلال تقريرها إلى أهم أحداث مناخية متطرفة شهدها العالم في عام 2024 الناجمة نتيجة التغيرات الحادة للمناخ. يسلط الضوء على النقاط الرئيسية التالية:
- بلغت الأحوال الجوية المتطرفة مستويات خطيرة جديدة في سنة 2024 جراء الطقس المتطرف، مما أدى إلى موجة حر قاتلة، والجفاف، و حرائق غابات كثيرة، والعواصف، والفيضانات أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين.
- ساهم تغير المناخ climate change في وفاة ما لا يقل عن 3700 شخص وتشريد الملايين في 26 حدثًا جويًا تم دراستها. وهذا يمثل جزءًا صغيرًا فقط من الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب تغير المناخ.
- أضاف تغير المناخ في متوسط 41 يومًا إضافيًا من الحرارة المرتفعة أو البرد القاسي في عام 2024، والذي يهدد صحة الإنسان. وتعد البلدان الأكثر تضررًا من طقس متطرف هي دول جزرية صغيرة والدول النامية.
- يؤكد هذا التقرير على الحاجة الملحة إلى التخلي عن الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن، لما يسببه من الاحتباس الحراري بسبب الكربون للحد من ارتفاع درجات الحرارة والتصدي لتغير المناخ بشكل حاسم.
- دور ظاهرة النينيو: على الرغم من تأثير ظاهرة النينيو على بعض الأحداث ذات تطرف مناخي في بداية العام، إلا أن تغيرات المناخ شديدة الخطورة تلعب دورًا أكبر في تأجيج هذه الكوارث، بما في ذلك الجفاف التاريخي في الأمازون.
- الفيضانات المدمرة: 15 من أصل 16 فيضانات على الأقل تم دراستها كانت مدفوعة بهطول السيول والأمطار المضخم بسبب تغير المناخ. ويرجع ذلك إلى قدرة الغلاف الجوي الأكثر دفئًا على الاحتفاظ بمزيد من الرطوبة.
- تدهور الأنظمة البيئية: تعرضت غابات الأمازون ومستنقعات بانتانال إلى الضرر الشديد، بسبب موجات الجفاف الشديد وحرائق الغابات الناتجة عن اضطراب وتغير المناخ، مما أدى إلى خسائر هائلة في التنوع البيولوجي على هذه الأرض.
- تفاقم العواصف المدمرة: أدت البحار الساخنة والهواء الأكثر دفئًا إلى تفاقم العواصف الأكثر تدميرًا، مثل إعصاري هيلين وجايمي. دراسات الإسناد أظهرت أن تغير المناخ زاد من شدة معظم الأعاصير الأطلسية خلال الفترة 2019-2023.
هذه المعلومات توضح بوضوح كيف أن تغير المناخ يؤثر في تطرف أحوال الطقس والمناخ، وهو العامل الرئيسي وراء تطرف الطقس في عام 2024، متجاوزًا تأثير الظواهر الطبيعية الأخرى. وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتصدي لتغير المناخ بشكل عاجل.
الحلول المقترحة للتخفيف من حدة الطقس المتطرف extreme weather
وتقول المنظمات الدولية على لسان العلماء المختصين بمجال الطقس خلال هذا التقرير، بأنه يجب على العالم أجمع حاليا التكاتف والتعاون للتعامل مع مشاكل المناخ المتطرف اليوم قبل الغد، حيث أصبحت هناك تأثيرات سلبية negative impacts عديدة للمناخ المتطرف أكثر تواتراً منذ سنوات مضت، إذ يقدم الخبراء المختصين بالطقس والمناخ بعض الحلول والتوصيات المقترحة للعام 2025 بناءً على الدروس المستفادة من الواقع المناخي المتطرف خلال سنة 2024:
1. التحول السريع بعيدًا عن الوقود الأحفوري
- حرق الوقود الأحفوري هو من أشهر أسباب بل يمكن القول أنه السبب الرئيسي وراء تفاقم الطقس والمناخ الجوي المتطرف، بسبب عمليات الاحتباس الحراري.
- يجب التوقف الفوري عن فتح حقول النفط والغاز الجديدة والانتقال السريع إلى الطاقة المتجددة النظيفة.
- هذا سيساعد في الحد من الارتفاع الأكثر من 1.5 درجة مئوية وتقليل التكاليف المترتبة على الناس.
2. تحسينات في أنظمة الإنذار المبكر
- أظهرت الكوارث الجوية أهمية أنظمة الإنذار المبكر الفعالة.
- يجب أن تكون التحذيرات مستهدفة، وتُعطى قبل أيام من الحدث الخطير، وتحدد تعليمات واضحة للناس.
- يجب على جميع الدول تنفيذ وتحسين أنظمة الإنذار المبكر باستمرار لحماية السكان.
3. الإبلاغ الفوري عن وفيات الحر
- موجات الحر هي الأخطر، ولكن مخاطرها لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كاف.
- يجب على المؤسسات الصحية الإبلاغ عن الزيادات في الوفيات الزائدة عند ارتفاع درجات الحرارة.
- هذا سيساعد في توعية الجمهور بمخاطر الحرارة الشديدة.
4. التمويل للدول النامية
- الدول النامية هي الأكثر تضررًا من الطقس المتطرف مع أقل انبعاثات كربون.
- يجب زيادة التمويل لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ.
- هذا سيحمي الأرواح وسبل العيش ويخلق عالمًا أكثر استقرارًا وعدالة.
هذه التوصيات والمقترحات تسلط الضوء على الحاجة الملحة للعمل العالمي الفوري لمواجهة تحديات تغير المناخ والحد من الآثار الكارثية للأحداث المناخية المتطرفة التي تعاني منها الكرة الأرضية كلها.
لو عجبك المحتوى، أدعمنا بـ المتابعة