كيف يتم اختيار فكرة مشروع صغير مناسبة وبأقل المخاطر؟
يعد التفكير في بدء مشروع تجاري أمر مثير للغاية، ولكنه أيضًا قرار مالي كبير ويحتاج الكثير من الشجاعة، بالأخص عند الانتقال من الوظيفة إلى العمل الحر، وهو ما يجعل القرار أكثر صعوبة، لما يحمله من المخاطرة في ترك دخل ثابت مضمون مقابل ربح محتمل من عملك الخاص الحر، ولكن فكرة أن تكون رئيس نفسك أمر مغري، لذا نستعرض معك خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم كيفية اختيار فكرة مشروع صغير تناسب إمكانياتك وبمخاطر أقل مع إمكانية نمو المشروع مع مرور الوقت.
كيف أحدد فكرة المشروع الذي أريده؟
لكل شخص يفكر في بداية مشروع صغير بإمكانيات مناسبة وبأقل المخاطر الممكنة، ينبغي حسن اختيار فكرة هذا المشروع الذي تريده، لأن تحديد الفكرة المناسبة لهذا المشروع هي الخطوة الأهم لتحقيق النمو والاستمرارية له، وبالتالي الوصول إلى النجاح المالي المرجو منه. ولكي تحدد الفكرة الصحيحة لمشروعك الصغير ومن ثم ينمو ويكبر، عليك اتباع بعض الخطوات والقواعد التي يجب أخذها في الاعتبار قبل البدء فيه، دعنا نسرد لك خلال السطور التالية أهم الطرق التي تساعدك في اختيار فكرة العمل الحر المناسبة لك.
1. العمل في شيء تعرفه
إحدى أهم الطرق لعمل مشروع مناسب مع القليل من المخاطر هي اختيار شيء تعرفه بالفعل أو تعلمته بدرجة الكافية ومارسته، سواء كان مجال عمل كونت به الخبرة والمعرفة أو مهارة اكتسبتها في مسيرتك المهنية أو شغف أو هواية استثمرت فيها وعززتها، فإن العمل في شيء تعرفه يمكن أن يجعل عملية الانتقال أكثر سلاسة، ودراية كافية بكل خطوة في مشروعك، سيكون لديك أساس متين وفهم لما يلزمك لتحقيق النجاح في هذا المجال، مما يمكنك من تنمية أموالك المستثمرة في المشروع بسرعة وسلاسة.
2. البحث عن التكاليف الأولية المنخفضة
لعل اختيار مشاريع ذات تكاليف بدء تشغيل منخفضة هي من أهم القواعد التي تبني عليها فكرة مشروعك الصغير. يعتبر إحدى أكبر المخاطر التي يتعرض لها أي صاحب عمل أو فري لانسر هي الاستثمار الأولي عالي القيمة، فهو يجعلك دائمًا تحت الضغط بسبب الخوف من ضياع أموالك، مما يقلل من إبداعك وإيجاد الأساليب المختلفة المميزة، ومن ناحية أخرى فهو يعوقك كثيرًا في بدء عملك الخاص الذي تظن أنه سيكلفك الكثير من المال، ولكن الحقيقة هي أن هناك العديد من المشاريع التي لا تتطلب استثمار عالي للبدء فيها.
لعل الأعمال الحرة القائمة على الخدمات مثل الاستشارات أو التدريب أو الكتابة المستقلة خيارات رائعة، فهي ذات تكاليف منخفضة ولا تتطلب منك الاستثمار الكبير في مخزون أو معدات عالية الثمن، مما يقلل من المخاطر المالية الخاصة بك.
3. التأكد من وجود طلب مثبت
عند اختيار فكرة مشروع صغير مناسبة لك، تحقق من وجود طلب على ما تريد تقديمه للآخرين. ولا تظن أن حبك لفكرة مشروع معينة يعني أن هناك سوقًا لها، بل ابحث عن طلب السوق على أعمالك المحتملة عن طريق التحقق عبر الإنترنت والتحدث مع العملاء المحتملين وتحليل المنافسين. على سبيل المثال، إذا كنت تريد البدء في عمل تجاري لبيع الأجهزة الطبية، ينبغي معرفة الجمهور المستهدف واتجاهاته وما يحتاج إليه سواء في الإنترنت أو الشارع، وما هي المشاكل التي يمكنك حلها للعملاء عن طريق منتجك؟ والفجوات الموجودة بالسوق والعمل على سدها.
يعد العثور على سوق يوجد به طلب مؤكد مع منافسة أقل على إمكانية الحصول على مساحة من السوق المستهدف مع مخاطر قليلة نوعًا ما، وبالتالي يضمن للمشروع الاستمرارية والنمو.
4. البدء صغيرًا ثم التوسع ببطء
هناك مفهوم خاطئ شائع بين الناس أن الاستثمار الأكثر نجاحًا أن تبدأ كبيرًا، لكي تظل كبيرًا، وتحقق النجاحات والإنجازات في عملك الحر، لكن في الحقيقة لكي تبدأ المشروع المناسب لك بأقل مخاطر ممكنة ابدأ صغيرًا. اختبر أفكار المشروع الخاص بك كعمل جانبي قبل الانتقال إليها بالكامل. تتيح لك هذه الآلية التعرف على السوق وبناء قاعدة عملاء قبل تحمل المسؤولية المالية الكاملة لإدارة الأعمال.
عندما تبدأ في اكتساب المزيد من الثقة وتوسيع دائرة العملاء وتحقيق المزيد من الإيرادات، يمكنك إعادة استثمار أرباحك مرة أخرى في عملك والبدء في التوسع. يسمح لك البدء صغيرًا أيضًا بإمكانية التحول بسرعة إذا لم تنجح الأفكار الأولية لمشروعك كما هو مخطط لها.
5. استخدام التكنولوجيا لتبسيط العمليات
ساهمت التكنولوجيا في مجالات إدارة الأعمال وجعلتها أسهل وأقل تكلفة عن ذي قبل، حيث تتم العديد من المهام بمجهود ووقت أقل. في الماضي، كانت هناك أعمال تتطلب توظيف فريق من المحاسبين والمسوقين للقيام بها، لكن الآن يمكن إنجازها آليًا أو التعامل معها باستخدام تقنيات بسيطة وسهلة.
إن استخدام البرامج والتطبيقات لتبسيط عملياتك لا يوفر الوقت فحسب، بل يقلل أيضًا من تكلفة تعيين موظفين إضافيين، مما يجعل عملك أكثر كفاءة ويقلل المخاطر المالية.
6. بناء شبكة من الدعم
قد تكون أنت صاحب المشروع الصغير، وأنت من قمت باختيار فكرته، إلا أن هذا لا يعني أن يتعين عليك القيام به وحدك، هذا درب من الخيال!، عليك أن تبني شبكة من الأقارب والأقران ورواد الأعمال الآخرون الذين يمكنهم تقديم المشورة والدعم والتوجيه عند بدء عملك. إن الانضمام إلى مجموعات رواد الأعمال والتعلم منهم هي بمثابة كنز يختصر عليك الطريق، وأيضًا حضور ورش العمل التجارية، أو المشاركة في برامج وندوات يمكن أن يوفر رؤية لا تقدر بثمن ويساعدك على تجنب الأخطاء المكلفة.
بجانب أن الشبكات تساعدك في سير عمل مشروعك بالطريقة المخطط لها، فهي أيضًا تفتح لك الأبواب أمام الفرص التي يمكن أن تقلل من المخاطر، مثل الشراكات أو التعاون أو الإحالات التي يمكن أن تساعدك على تنمية أعمالك بشكل أسرع.
ختامًا، لقد عرضنا لك النصائح والخطوات التي يجب أن تأخذها في الاعتبار عند اختيار الفكرة لمشروعك الخاص وبأقل قدر من المخاطرة. انظر لنفسك هل تريد فكرة مشروع سلعي قائم على خبرتك في عملية الشراء والبيع، أم مشروع خدمي على أساس مهارة تمتلكها، أم مشروع تصنيعي يعتمد على معدة أو ماكينة بسعر مناسب تدر عليك أرباح مجزية.
أيًا كانت الفكرة التي تتبناها لمشروعك، اتبع الست نصائح المذكورة بالأعلى لتصل لفكرة مشروع صغير مناسبة لك وبأقل المخاطر. وفي الأخير، شاركنا برأيك في التعليقات أي أنواع المشاريع تريد البدء فيها؟ وهل هذا الوقت المناسب لك لبدء عملك الخاص؟