نقترح لك

الفرقاطة ومحل المشويات

 الفرقاطة ومحل المشويات

إن المُتابع للسوشيال ميديا الاسبوع الماضى وإلى الأن يكتشف بل ويتأكد إننا أنفسنا أصبحنا نمثل هم ومشكلة لهذا الوطن (مصر)، حين يهتم معظم الناس بـ محل مشويات تم بيعه أو هكذا تم الترويج له لدرجة أن هذا الأمر أصبح هو العنوان الأول على محرك البحث لجوجل فى مصر، فى الوقت الذي لم يهتم أحد للبحث عن تلك السيدة المُبدعة يقيناً وليس ظناً المهندسة / نهى شوقي، والتي أشرفت علي بناء الفرقاطة ميكو MEKO A200، والتي تعمل شركة ترسانة الإسكندرية على بنائها وتصنيعها محلياً منذ 2022، والتي ستدخل الخدمة في نهاية 2024، حين نتأمل في هذا الأمر نكتشف إننا وكما أشرت اصبحنا نمثل مشكلة من مشكلات مصر.

أصبحنا إلا من رحم الله لا نهتم إلا بتوافه الأمور تاركين خلفنا كل ما هو مهم ومفيد، أستحلفكم بالله ما قيمة أن نبحث أو نتابع وننشغل بقصه فى الغالب إنها مختلقة لبيع مجرد محل مشويات !!! إننا ببساطة نهدر وقتنا وطاقتنا فى الاتجاه غير الصحيح، ولو إننا وجهنا هذا الجهد وهذا الاهتمام وهذا العويل على مصنع حديد أحيل للمعاش لكان الحال غير الحال.

أيها السادة ... تخيلوا معي لو أنك قائم على شئون هؤلاء الناس الذين ينشغلون بالأمور التافهة هل تعتقد أن مثل هؤلاء يمكن أن تعتمد عليهم ؟! هل يمكن أن يساعدوا فى بناء دولة؟! هل يمكن أن يعطوك دافع وحافز وإصرار أن تفعل المستحيل من أجلهم؟! يا سيدى إن الأب حين يري إبنه غير مهتم بدراسته تقل عزيمته فى تعليمه والانفاق عليه، ولكن حين يجده نشيط ومهتم يبذل فى سبيل تعليمه كل ما يستطيع وما لا يستطيع أيضاً، وهكذا الشعوب تخلق نفس الإحساس فى نفوس قادتها، لذلك علينا أن ننتبه لما نقوم به وبما نهتم به، لقد أصبح معظمنا مجرد تافه يبحث ويهتم عن ما هو تافه مثله، وهنا لا بد وأن نتحدث عن مصدر التفاهة وهو الإعلام مقروءًا كان أو مرئيًا.

رسالة إلى الإعلام ... هل يعقل أيها السادة أن جريدة شهيرة وعريقة تنشر اليوم خبر عن طلاق الفنانة ( ن ع ) ولا تنشر لنا عن حلول عن ماذا إذا تأثرت سلاسل الإمداد نتيجة الحرب القائمة حولنا!!! أليس الأهم الأن أن نستضيف خبراء حقيقيون وليس مجرد من تيلفونه موجود في الإعداد أو الجريدة ليخبرونا عن حلول لهذا الأمر!! أليس الأهم أن ننشر ونعظم فى قدرات جيشنا حتى نُرهب عدونا خصوصا وأن كل حدودنا مشتعلة، تخيلوا تركوا كل هذا ونشروا لنا طلاق نانسي (يا عم ما تطلق وأنا مالي هي هاتيجي تحارب مكان جيشي، هى هاتيجي تجيب لي سلاسل الإمداد) بالله أسأل هل هذا إعلام يبنى دولة وأمة؟!!! بيع محل مشويات يصبح العنوان الأول في محرك البحث هل إلى تلك الدرجة من الهيافة قد وصلنا؟!!!!، علينا نحن أن نعي وتتغير خريطة إهتمامنا أيها السادة.

وأقول للإعلام ... طلب الوليد من  سيدنا الحسين أن يبايع أباه يزيد بن عبد الملك بن مروان وقال له نحن لا نطلب إلا كلمة. فلتقل بايعت ... واذهب بسلام  قلها واذهب يا ابن رسول الله حقنًا للدماء .. قلها ما أيسرها، إن هي إلا كلمة فرد عليه الحسين: «كبرت الكلمة». وهل البيعة إلا كلمة ... ما دين المرء سوى كلمة .. ما شرف الرجل سوى كلمة ... ما شرف الله سوى كلمة ... أتعرف ما معنى الكلمة؟  

مفتاح الجنة في كلمة... دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة... الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري ... الكلمة فرقان ما بين نبي وبغى .. بالكلمة تنكشف الغمة .. الكلمة نور ..  دليل تتبعه الأمة.

والآن... فلنتأمل معا هذه الكلمات.. هذه المعاني.. فليتدبر كل إنسان منا، كل قاضٍ، كل رجل دين، كل إعلامي ، كل مسئول، كل أديب، كل شاعر، كل معلم، كل عالم، كل فنان كل إعلامي هذه المعاني ليستشعروا أهمية الكلمة المنطوقة والمكتوبة، فالكلمة مسئولية ولنتذكر جميعا قول الله تعالي  «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم»

حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

بقلم / عادل عبد الستار العيله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-