هل هناك زلزال اصطناعي؟
هل يمكن القول أن الزلازل الكبيرة التي نشاهدها هي زلازل مفتعلة؟ هل زلزال تركيا وسوريا شرق المتوسط أو زلزال المغرب الرهيب هي زلازل اصطناعية من فعل البشر؟ هل الزلازل التي تحدث من حولنا هي من فعل الإنسان كما يدعي البعض من أصحاب نظريات المؤامرة؟ لكي تعرف الإجابة على هذا السؤال، عليك أولًا معرفة ما هي الزلازل وكيف تحدث؟ وما هو الفرق بين الزلزال الطبيعي والزلزال الاصطناعي؟ نجاوب خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم على كل هذه الأسئلة.
ماهية الزلازل وكيفية حدوثها؟
الزلزال هو هزة عنيفة ومفاجئة للأرض، يحدث نتيجة عن الحركة بين الصفائح التكتونية على طول خط الصدع في القشرة الأرضية. تؤدي الزلازل إلى اهتزاز الأرض بقوة، مما قد يسبب تسييل التربة، والانهيارات الأرضية، والشقوق، والانهيارات الثلجية، والحرائق، وموجات التسونامي الشديدة.
يتم استخدام مقياس ريختر في قياس قوة الزلزال، ولكن لا يمكنه التنبؤ بوقوع زلازل ولا مكانها ولا مدة حدوثه. يكمن السؤال هنا هل الذكاء الاصطناعي هو الحل للتنبؤ بحدوث الزلازل؟ وهل يمكن إحداث زلزال اصطناعي بسبب الإنسان أو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ تابع معي خلال السطور التالية لمعرفة هل هناك بالفعل زلازل اصطناعية؟ والتعرف على كيفية إحداث زلزال اصطناعي.
الزلازل المصطنعة
نعم، يمكن عمل زلزال اصطناعي بشكل مصطنع من خلال عملية تعرف بالزلازل المستحثة. وتحدث هذه الهزات الزلزالية الاصطناعية، عندما تغير الأنشطة البشرية ظروف الضغط في القشرة الأرضية، مما يؤدي لحدوث هزة أرضية مفتعلة واصطناعية. وهنا يتضح لنا أن الزلزال المصطنع ينتج عن أنشطة بشرية ليس عن أسباب طبيعية كما في حالة الزلازل الطبيعية الكبرى، فيما يلي نسرد لكم الطرق الرئيسية التي يرى الدكتور مصدوق التاج، أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الأردنية من خلالها إمكانية عمل زلزال صناعي.
- التجارب النووية: تسبب مثل هذه التجارب اضطرابات جيولوجية كبيرة في باطن الأرض، وذلك نتيجة الانفجارات القوية وطول عمق الحفر، مما يولد طاقة هائلة قادرة على تحريك صخور القشرة، مما يجعلها كفيلة للتسبب في إحداث الزلزال الاصطناعي.
- التكسير الهيدروليكي: تعتمد هذه الطريقة على حقن السوائل ذات الضغط العالي في التكوينات الصخرية في باطن القشرة الأرضية، مما يساعد في عملية استخراج النفط والغاز، عن طريق توسيع الشقوق في الصخور الموجودة تحت سطح الأرض، مما يزيد من ضغط المسام، مسببًا في وقوع الزلزال الاصطناعي المفتعل.
- استخراج الطاقة الحرارية الأرضية: يرى العلماء وخبراء الجيوفيزياء أن عمليات استخراج الطاقة الحرارية الأرضية قد تؤدي لحدوث الزلزال الصناعي عن طريق تغيير الضغط في الصخور تحت السطح.
- بناء السدود الكبيرة: يسبب حبس المياه بكميات هائلة خلف السدود الضخمة إلى زيادة الضغط على الصخور أسفل منطقة الصدع، وهو ما يؤدي أحيانًا إلى حدوث زلزال اصطناعي.
- أنشطة التعدين: الحفر العميق في القشرة الأرضية، والكميات الكبيرة من طبقة سطح الأرض التي تزال في الأنشطة التعدينية، قد تسبب زعزعة استقرار الصخور المحيطة، وبالتالي تؤدي إلى ما يعرف بالزلازل المصطنعة بسبب هذا النوع من النشاط البشري.
- التخلص من النفايات تحت الأرض: فيمكن أن يزيد دفن المخلفات الخطرة، المكونة من مواد كيميائية تتفاعل مع بعضها البعض من خلل التكوينات الجيولوجية العميقة، فقد يسبب ذلك ضغط في بعض مناطق وأماكن قشرة الأرض المعرضة للزلازل أكثر من غيرها، لتنتج لنا الزلازل المستحثة أو الصناعية.
على الرغم من أن هذه الزلازل ناجمة عن تصرفات وسلوكيات بشرية، إلا أنها عادة ما تكون صغيرة الحجم ولا يمكن الشعور بها على السطح، ولا تقارن بالزلازل الطبيعية في درجات قوتها وشدتها.
هل توجد تقنيات لعمل زلازل اصطناعي ومحدد؟
وحول كيفية إحداث زلزال اصطناعي بشكل متعمد في مكان معين ووقت معين وبقوة محددة، وهو أمر صعب للغاية حاليًا، ولا توجد تقنية أو تكنولوجيا لعمل زلازل مفتعلة، أو استخدام سلاح الزلازل بأيد بعض الدول المتقدمة، كما يزعم أصحاب نظرية المؤامرة.
وأضاف باحثون من جامعة تكساس على أنه لا يوجد دليل علمي قائم على بيانات علمية جيولوجية على وجود زلزال كبير مفتعل، يمكن أن يضرب سطح الأرض بقوة كما يحدث مع الزلزال الطبيعي، حيث يعتمد الادعاء بهذه الأحاديث والمقالات على الكلام المرسل في وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
هل زلزال تركيا وسوريا زلزالا اصطناعيا؟
لا يمكن القول بتاتًا أنّ هناك ثمة علاقة بين زلزال شرق المتوسط الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا والزلازل الاصطناعية المفتعلة من قبل البشر، فهذا زلزال مدمر بمعنى الكلمة، أما الزلازل الصناعية هي زلازل صغيرة في قوتها و تأثيرها.
قد يهمك أيضًا: متى يكون الزلزال مدمرا؟
وذكرت وكالة فرانس برس في تقارير تقنيّة أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير شباط 2023 كان من أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة، مما يؤكد أنه لا يمكن عمل زلزال بقوة 7.8 درجة بشكل اصطناعي أبدًا، فلا تتيح التكنولوجيا الموجودة حاليا الإنسان القدرة على استعمال أي شيء في إحداث مثل هذه الزلازل الكبيرة والهائلة، ولا يستطيع إنسان تحمل أي مخاطر تنتج نظير افتعال زلازل اصطناعية غير دقيقة على مستوى البيانات والنتائج.
ختامًا، ليس هناك زلزال اصطناعي أو مفتعل باستخدام الذكاء الاصطناعي أو تقنياته التي تذهلنا من يوم إلى آخر، ولا يستطع الانسان التحكم في الزلازل عن بُعد بأي شكل من الأشكال، الزلازل ظاهرة كونية طبيعية لا يمكن للإنسان التدخل بها أو افتعالها، وأقصى ما يمكن للإنسان فعله هو رصد الزلزال في محاولة التعلم من أجل تطوير أساليب التنبؤ به للحد من الأضرار والخسائر الناجمة عنه.
لو قدرنا نقدم لك معلومة تفيدك ادعمنا بـ المتابعة ❤