نقترح لك

علم الجينوم البشري وعلاقته بوفاة الباحثة ريم حامد

لماذا نربط بين علم الجينوم واغتيال أو وفاة الباحثة ريم حامد؟

مبدئيًا، نحن لا نجزم بشيء بعينه، لأن الرؤية لم تكن واضحة، وهناك أشياء تفوتنا بكل تأكيد، ولكن هذا لا يجعلنا نستبعد احتمالية وقوع عملية اغتيال للباحثة ريم حامد في فرنسا، ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه هنا، لماذا ريم حامد بالخصوص؟ وهل ثمة علاقة بين علم الجينوم ومقتلها؟ بمعني آخر هل مجال دراستها وعملها هو السبب وراء موتها؟ قبل أن نجاوب على هذه الأسئلة، علينا التحدث بعض الشيء عن علم الجينوم وفوائده وأضراره ومشروع الجينوم البشري، ومن ثم نطرح الأسباب التي تجعلنا نميل إلى احتمال حدوث اغتيال لريم حامد الحاصلة على درجة الماجستير في علم الجينوم.

العلاقة بين علم الجينوم واغتيال ريم حامد

ما هو علم الجينوم؟

علم الجينوم هو العلم الذي يهتم بدراسة الجينوم بشكل كامل، وهو أحد فروع علم الوراثة. يعد الجينوم هو كامل المادة الوراثية للإنسان؛ وهو ما يعرف بالحمض النووي DNA الموجود في كل كائن حي، يمكن تصوير الجينوم ككتاب يحتوي على صفحات بها تعليمات تعمل على تكوين الكائن الحي ونموه وجميع الوظائف الحيوية تسمى الجينات.

أهمية علم الجينوم

تكمن أهمية علم الجينوم في فوائده ومساهماته في العديد من المجالات المهمة، منها ما يلي:

  • الطب: يساعد في فهم الأمراض الوراثية وأسبابها من خلال فهم عمل الجينات المسئولة عنها، ومن ثم تثبيط وظيفة الجين المسئول، وبالتالي توفير علاجات أفضل وأكثر تخصصية ومنع حدوث المرض الوراثي، ويعد فكرة الأنسولين الذكي للتعامل مع مرض السكري نتاج لفهم أكبر وأكثر دقة للمرض المزمن الأكثر شيوعًا في العالم.
  • الزراعة: يمكن أن يساعد في تحسين المحاصيل الزراعية، وزيادة إنتاجيتها و زيادة مقاومتها للآفات والأمراض.
  • الأحياء التطورية: يساعد علم الجينوم في فهم كيف تطورت الكائنات الحية على مر الزمن، والتعرف على سلالات الكائنات المختلفة والتعرف على التسلسل الجيني لكل كائن حي.
  • الطب الشرعي:من خلال هذا العلم، والتعرف من خلاله على شفرات الجينات الخاصة بكل إنسان، والتي تختلف من شخص لآخر، لذا يستخدم في تحديد هوية الأشخاص من خلال تحليل خلايا البصمات لكل شخص.

هذا فقط غيضٌ من فيضٍ، الحقيقة أن علم الجينوم يدخل في الكثير من المجالات التي تتعلق بصحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، حيث يساهم أيضًا في تطوير الأدوية، العلاج الجيني واختبارات الأبوة. علوم الجينوم كثيرة ومتفرعة، فهو مجال واسع ومتداخل مع العديد من العلوم، مما يفتح آفاق جديدة لفهم حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى.

فوائد وأضرار علم الجينوم

قد تبين فيما سبق مدى أهمية هذا العلم، حيث تستمد من أهميته ومساهماته في العلوم البشرية البيولوجية فوائده الكبيرة التي ساعدت في فهم الإنسان وتطوره الجيني وتفاعلاته مع البيئة المحيطة به، وهو ما يسمى بعلم الأحياء التطوري، وتبرز فوائد هذا العلم في مجال الطب الشخصي من خلال التعرف على مسببات الأمراض وفهم أعمق لها، وتطوير العلاجات للتعامل معها، وأيضًا يفيد في الطب الشرعي في التعرف على هوية الأشخاص في التحقيقات الجنائية.

تتجلى منافع هذا العلم أيضًا في تطوير الأدوية وخصوصًا الخاصة بالأمراض الوراثية، وتسهم أيضًا في مجال الزراعة وتطوير النباتات وجعلها أكثر مقاومة للأمراض و الآفات، وغيرها من الفوائد التي نعلم بعضها وجاري معرفة المزيد من فوائد هذا النوع من العلوم.

من ناحيةٍ أخرى، تكمن أضرار علم الجينوم في طريقة استخدام هذا العلم وما توصل إليه من اكتشافات في طريقة عمل جسم الكائن الحي، وفهم الكائنات بشكل أكثر عمقًا؛ ومنهم الإنسان وما يحيط به، وتكمن بعض الأضرار المحتملة عن علم الجينوم في التمييز الجيني بين الأشخاص عن طريق الكشف عن المعلومات الجينية لكل منهم، وأيضا انعدام الخصوصية من خلال التعرف على البيانات الجينية الحساسة لأي شخص واستخدامها بشكل غير قانوني، وهناك أضرار قد تنجم من خلال التلاعب بالجينوم عن طريق تعديل الجينات وتصميم بشر بقدرات وامكانيات معينة، والتدخل في خلق الله سبحانه وتعالى، مما يثير قضايا أخلاقية ضد العلم. ومن الجدير بالذكر، أن المخاطر والأضرار الناجمة عن علم الجينوم لن تتوقف عند هذا الحد، بل يمكن استمرارها لمخاطر غير متوقعة ولا معلومة حتى الآن ولكن يمكن اكتشافها على المدى الطويل.

مشروع الجينوم البشري

تمكن العلماء من تحديد تسلسل الجينوم البشري بالكامل في مشروع ضخم استمر سنوات عديدة، كان مشروع الجينوم البشري أحد أهم الإنجازات العلمية في التسعينات من القرن الماضي. وقد تمكن العلماء من خلال هذا المشروع من تحديد التسلسل الجيني بالكامل، مما فتح آفاقًا جديدة في مجال الطب والعلوم البيولوجية، وقد ساهم في توضيح أصل خلق الإنسان، ونسف نظرية التطور التي يروج لها الغرب، والتعرف على أصل كل جنس من الأجناس البشرية، وسلالة كل منطقة من الأرض، لذا فهذا المشروع خطير ومليء بالمخاطر لمن يعمل عليه، لأنه يفضح الكثير من المسائل والأكاذيب التي يروجون لها منذ قرون، ولنا مقال نتكلم فيه بالتفصيل عن هذا المشروع الشائك، لذا عليك متابعة المدونة ولن تندم.

علاقة علم الجينوم باغتيال الباحثة ريم حامد؟

هناك ثمة علاقة بين علوم الجينوم ومقتل الباحثة المصرية ريم حامد، لماذا نردد هذه الجملة؟ لعدة أسباب منها:

  1. يتمثل السبب الأول والرئيسي في أهمية علم الجينات، واستخداماته الجبارة في كثير من العلوم الأخرى، وتميز أي شخص في هذا العلم، ومعرفته والترقي فيه، فهم لا يريدون منا أن نعرف شيء عن هذه العلوم التي تمثل أهمية قصوى للعالم أجمع.
  2. أن هذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها، فهناك قائمة بالاغتيالات لأكثر من عالم أو باحث مصري، وأما فيما يخص هذا المجال، نجد أن الدكتورة والعالمة المصرية في علم الجينوم سميرة عزت لقت حتفها في حادث مروع عام 2022، وغيرها الكثير والكثير، فالتاريخ هو من يتحدث عن غدر هؤلاء، وليس الأمر بجديد أو استثنائي.
  3. مكان الحادثة في فرنسا هو من أكثر الأسباب التي تجعلنا نميل إلى أن موت ريم حامد ليست وفاة طبيعية بل هو حادث مدبر.
  4. رسائل ومنشورات ريم حامد في مواقع التواصل الاجتماعي قبل اغتيالها، حيث عبرت في أكثر من منصة على أنها تتعرض لمضايقات من رئيس الجامعة بباريس ومن جيرانها، وقد نشرت ريم على أنها تتعرض للمراقبة من قبل أشخاص مجهولين، وقد اشتكت من الأكل والشراب في المطاعم، وأن بهما مواد تسبب عدم التركيز والعصبية والحالة المزاجية السيئة، وهو ما يعيق طريقة التفكير لديها.

ختامًا، هذا كله يؤكد أن وفاة الباحثة المصرية وفاة غير طبيعية، وقد تمت في ظروف غامضة، وتواصل السلطات الفرنسية بحثها عن إيجاد لغز وفاة ريم حامد وأسباب موتها بهذه الطريقة، ولكن في النهاية، لن تصل إلى شيء كالعادة، وهو ما يؤكد لنا فكرة أن أي إنسان مسلم عربي تميز في مجال من المجالات الحيوية المهمة، لن يُترك له المساحة أو الفرصة للظهور، ولكن يتم تصفيته في هدوء وسكوت وتخاذل عالمي وإقليمي والله أعلى وأعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لو قدرنا نقدم لك معلومة جديدة فدعمنا بـ المتابعة ❤

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-