الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية هو شعور سيء يحمل الكثير من الإحباط وخيبة الأمل؛ نابع من عدم استكمال الأهداف بالطريقة التي نتمناها، ولكي نتجنب هذا الشعور أو الإحساس السلبي، ينبغي أن نفكر بواقعية أكبر، حيث يمكن أن يساعد وضع توقعات واقعية، والاستعداد للتجربة على تحريرنا من الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية. نذكر خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم أفضل 4 طرق لتقليل الشعور بذنب الإنتاجية، فتابع معي.
الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية |
مفهوم ذنب الإنتاجية
ذنب الإنتاجية هو مصطلح يعني الشعور بالذنب والندم عند الإخفاق في الوصول إلى الأهداف التي نرجوها ونسعى لتحقيقها، هو ذلك الاحساس النابع من تقصيرنا اتجاه أهدافنا التي أخفقنا في الوصول إليها، مما أدى إلى حدوث الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية، دون وعي منا بمدى ما تم إنجازه أثناء السير نحو الأهداف الموضوعة. من المهم أن نقدر ما نقوم بإنجازه، وأن نأخذ فترات راحة عندما نحتاج إليها.
طرق تقليل الشعور بذنب الإنتاجية
يأتي العديد من الأشخاص إلى العلاج بعد انجرافهم بسبب الحاجة المستمرة لإنشاء المزيد من الإنتاجية، أو العمل الجاد لتحقيق هدفهم، بحيث يؤدي عدم القدرة على تحقيق الأهداف إلى خيبة الأمل، وبالتالي الشعور بالذنب، قد يقولون أشياء مثل:
- "أنا غير قادر على الاستيقاظ مبكرا. أشعر وكأنني أفتقد أكثر الساعات إنتاجية في اليوم".
- "أعلم أنني أضيع الكثير من الوقت في مشاهدة التلفزيون، لكن يبدو أنني لا أستطيع حل هذه المشكلة".
- "كلما احتجت إلى إنجاز شيء ما، لدي رغبة لا تقاوم تقريبًا لفعل شيء آخر بدلاً مما يجب أن أفعله. ما هي مشكلتي؟"
يشار إلى الشعور المستمر بخيبة الأمل التي نصاب بها عند الإخفاق في عملية إنجاز المهام على أنه ذنب الإنتاجية.
الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية هو عقلية تجعل الشخص يشعر بالسوء تجاه نفسه لعدم العمل الجاد بما فيه الكفاية، وعدم قدرته على تحقيق 100% من أهدافه (خاصة الأهداف المهنية) كل يوم، هذا الشعور بالذنب يؤدي إلى أفكار تطفلية، قد تشعر أنك لست كذلك جيد بما فيه الكفاية أو كأنك غير ملائم، قد يتسبب هذا في إغراقك بالمهمة التي تقوم بها، ويؤدي إلى نوع من الشلل المعرفي، حيث ينتهي بك الأمر إلى عدم القيام بأي شيء على الإطلاق. خلال السطور التالية سأتحدث عن 4 طرق لإدارة الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية.
1. ضع توقعات واقعية ليومك
تتمثل الخطوة الأولى نحو إدارة الشعور بالذنب في الإنتاجية في تنظيم مهامك وتقسيمها حسب الأولوية، للمساعدة في تحديد الأولويات، يمكنك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
- ما هي المهام الضرورية للغاية ليتم الانتهاء منها بنهاية اليوم؟
- ما هي بعض المهام التي يمكن تحويلها إلى الغد؟
بدلاً من ذلك، اسأل نفسك عما إذا كانت هناك مهام يمكن العمل عليها على مدار الأسبوع، ويمكن تعيينها كهدف أسبوعي أو شهري.
يمكن أن يقلل تحديد الأهداف الأسبوعية من ضغوط الإنتاجية المرتبطة بالقلق المفرط واضطرابات النوم والتوتر وحتى الاكتئاب. من المهم أن تعرف أن طاقتنا وتركيزنا وفترة انتباهنا ليست غير محدودة، فترات الراحة الكافية مهمة لضمان الكفاءة والفعالية. وفقًا للأبحاث، فإن أخذ فترات راحة قصيرة من مكتب عملك والفصل تمامًا له تأثير إيجابي كبير على الإنتاجية عند العودة إلى العمل.
2. جرب "التجارب السلوكية"
التجارب السلوكية هي ممارسات يخطط فيها الناس لتجربة أشياء جديدة، وارتكاب الأخطاء، والقيام بالأشياء بشكل غير كامل. في حين أن هذا قد يمنحك القلق (خاصة إذا كنت بطبيعتك مثاليًا)، عندما ينخرط الناس بالفعل في هذه التجارب، فإنهم غالبًا ما يندهشون ليجدوا أن السماء لم تسقط، وأنها ليست النهاية، وأن السعي لتحقيق أهداف واقعية مع وجود مساحة للتردد هو أكثر تحررًا مما تصوروا.
3. افهم الفرق بين أن تكون مشغولاً وأن تكون منتجاً
هناك فرق كبير بين الانشغال والإنتاجية، الانشغال هو الوقت الذي يمتلئ فيه يومنا بالمهام، أما الإنتاجية هي حالة القيام بشيء يساعدنا على الاقتراب أكثر من أهدافنا.
يمكن أن يؤثر الانشغال الذي يتضمن أداء أكثر من مهمة واحدة في نفس الوقت أو في أوقات متقاربة؛ وهنا نعني تعدد المهام على إنتاجيتنا، يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق وإعادة العمل، مما يؤدي في النهاية إلى إبطاء تقدمنا.
لذلك، بدلاً من امتلاك عقلية مثل "أحتاج إلى تنظيف كل حمام وغرفة نوم وخزانة في منزلي اليوم"، حاول إعادة صياغة هذا في:" سأقوم بترتيب مساحتي من خلال وضع خطة لتنظيم الأشياء في خزانة ملابسي، وسأقوم بتنظيف الحمامات ليوم آخر"، تقسيم العمل من أهم إستراتيجيات زيادة معدل الإنجاز وتحقيق معدلات إنتاجية عالية.
4. احتفل بالمكاسب والإنجازات الصغيرة
انتصر على نفسك، تذكر دائمًا أنه لن يكون كل يوم هو أكثر أيامك إنتاجية على الإطلاق. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي أخذ يوم أو يومين من الراحة أو الذهاب في إجازة لمدة أسبوع إلى زيادة إنتاجيتك على المدى الطويل.
احتفل بكل تحركاتك إلى الأمام؛ مهما بدت صغيرة، وتذكر مقولة بيل جيتس الشهيرة
يبالغ معظم الناس في تقدير ما يمكنهم فعله في عام واحد ويقللون من شأن ما يمكنهم فعله في غضون عشر سنوات
عندما نحتفل بمكاسبنا الصغيرة، فأنك تكافئ عقلك، وعقولنا تحب نظام المكافأة، مما يجعلها أكثر استعدادًا ورغبة في الإنجاز والإنتاجية، وأيضًا تسيطر علينا المشاعر الإيجابية نتيجة اتباع سلوك الاحتفال بالإنجاز، مما تعزز هذه المشاعر دافعنا للوصول إلى خط النهاية.
في النهاية، شعور ذنب الإنتاجية هو فخ يعيق تقدمك ويقلل إنتاجيتك ويستنزف وقتك، فلا تقع فريسة لهذا الشعور السلبي، واعلم أنك ستمر بأوقات تمتلك همة ونشاط كبيرين؛ وأوقات أخرى ستعاني فيها، فلا تقف عندها طويلًا واستمر حتى تصل، الاستمرارية هي كلمة السر لأي نجاح، وها قد ذكرنا لك عزيزي القارئ في هذه المقالة أهم الطرق التي يمكن استخدامها لتقليل الشعور بالذنب اتجاه الإنتاجية.
دعمكم لنا يسعدنا ويجعلنا نقدم المزيد، لو قدرت أضيف لك أي معلومة أرجو المتابعة