عقلية النمو وعقلية الثبات مصطلحان يُمثلان عقلية 99% من البشر، وتحدد كل عقلية من العقليتين طبيعة حياة كل إنسان منا وما تأول إليه، فالعقلية هي التي تحرك الإنسان في هذه الحياة، حيث أن العقلية الثابتة تتصف بالثبات والجمود والسير على الأفكار الجامدة وأن لا مكان للتطور والنمو، أما العقلية النامية تتسم بالسعي دائمًا نحو الأمام ورفع جودة حياة الفرد الذي يملك هذه العقلية، فكيف تتبنى عقلية النمو التي ترفع من جودة حياتك؟.
 |
| عقلية النمو |
عقلية النمو وعقلية الثبات
تنطوي العقلية الثابتة على قيود مفروضة على الذات، حيث يعتقد الأشخاص ذوو العقلية الثابتة أن شخصياتهم وذكائهم وقدراتهم الإبداعية ثابتة، ولا يمكن تغييرها بطريقة هادفة. لذا، إذا كنت لا تؤمن بنفسك، فمن سيفعل؟.
في الوجه الآخر، يعتقد الأشخاص الذين لديهم عقلية نامية أنهم قادرون على النمو والتطور واكتساب أى مهارة جديدة أو موهبة عن طريق التعلم والتجربة. وإذا كنت تريد أن تنجح كرائد أعمال، فإن عقلية النمو هي ما تحتاجه.
نوصي بـ: 6 خطوات تجعل منك رائد أعمال ناجح
5 طرق لتبني عقلية النمو
من منا لا يسعى إلى النجاح وسلك درب الناجحين؟، واجعلني أقول لك أخي القارئ أن من يريد النجاح عليه بتطوير الذات وتنمية المهارات التي يمتلكها، ولحدوث ذلك عليك بتبني عقلية النمو. فيما يلي نستعرض معك 5 طرق لتبني عقلية النمو التي تساعدك على رفع قيمتك الذاتية.
ننصح بهذا المقال: أفضل استراتيجية لتعزيز عقلية النمو والتغلب على عقليتك الثابتة
1. قبول نقاط ضعفك والعمل عليها
من أهم الطرق التي تساعدك على تبني عقلية النمو هي تقبل نقاط الضعف لديك والعمل على تقويتها، إذا كنت تريد النجاح على هذه الأرض، يجب عليك التوقف عن اختلاق الأعذار، والخروج من دائرة المبررات التي ستيعق تطورك ونموك، وبالتالي ستبقى في مكانك دون تقدم، وهذا ما تتسم به عقلية الثبات.
إذا أخبرت نفسك "عملي يستلزم الكثير من الكفاح ولكني أعلم أنه بالعمل الجاد سيتحسن"، فأنت تضع نفسك في الاتجاه الصحيح للحفاظ على الزخم في عملك، واعلم أن النجاح لا يعرف الراحة، النجاح يأتي من خلال تطوير الذات واكتساب المهارات الجديدة التي تعالج نقاط الضعف لديك.
2. رؤية التحديات كفرص
غير نظرتك تتغير حياتك كلها، يرى الأشخاص ذوو العقلية المتنامية التحديات كفرصة للتعلم والنمو بدلاً من رؤيتها كعقبات. فأصحاب هذه العقلية يتحفزون بالتحديات التي تواجههم أثناء رحلة التعلم، ويستمتعون باكتساب المهارات والمعلومات حتى لو لم يعرفوا طريق للرحة في سعيهم، فهم ينظرون دائمًا إلى المنح الموجودة داخل المحن، هكذا هم من يتبنون عقلية النمو.
تبنى دائمًا فكرة المحاولة وأخذ المخاطرة، من يعشق التحديات ويحمل المسئوليات يكافئ بالنجاح بمنظوره الواسع، فكما يقول الفلاسفة مواصلة السعي تعني حتمية الوصول، وستجد النجاح بشكل أو بآخر مع استمرار السعي والمحاولات، فكل محاولة تمثل فرصة حقيقية للتقدم في طريق نجاحك.
اخترنا لك: 7 خطوات لتحقيق أحلامك و أهدافك
3. تقبل الفشل
النجاح لا يأتي من المحاولة الأولى، ابدًا لا يأتي، اعلم هذا جيدًا، ولو وجدت نجاح يأتي من البداية، فاعلم أنه ليس نجاح على الحقيقة. النجاح دائمًا يسبقه الفشل والسقطات والخيبات، ومن ثم يُصيبك الإحباط، وهنا يكمن جوهر النجاح والناجحين وتبني عقلية النمو، في هذه المرحلة يتبين الشخص الناجح عن غيره.
إذا تعلمت قبول التحديات واعتبرتها فرصًا، فعليك أيضًا أن تتعلم قبول الفشل والاستعداد لتحمل المخاطر، هذا لأن الفشل هو النمو جزئيًا، والخوف من الفشل سيمنعك من تقديم الأفضل لعملك.
4. ركز على التعلم ولا تهتم بموافقة الآخرين
يهتم أصحاب العقلية الثابتة بآراء الآخرين بشأن موهبتهم ومدى ذكائهم وقدرتهم على حل المشكلات، أما أصحاب عقلية النمو يركزون على التعلم والتطور بغض النظر عن الموافقة من الآخرين.
نقترح لك: أهم 6 خطوات لتسويق نفسك بنجاح
ينبغي أن تتوقف عن القلق بشأن ما يعتقده الآخرون تجاهك والحصول على موافقتهم، وعدم التركيز على وجهات نظر الناس حولك، وأن تركز على تطوير نفسك ومهاراتك عن طريق التعلم الذاتي؛ لتبني عقلية النمو ورفع قيمتك الذاتية. أخيرًا، استغل وقتك للتحسن من أجل مصلحتك بدلًا من التفكير فيما يعتقده الآخرون عنك.
5. قبول النقد واستخدامه لتطويرك
قبول النقد هو وسيلة للتعلم وتحسين نفسك وعملك. يشجع رواد الأعمال الناجحين الأذكياء التعليقات والمراجعات والتقييمات، وعندما يتلقون ردود فعل سلبية، فإنهم يستخدمون تلك المعلومات لتحسين أعمالهم.
الطبيعة البشرية فُطِرت على الخطأ، الأخطاء جزء لا يتجزأ من حياة البشر، ولولا الخطأ والنواقص ما كانت هناك دنيا نعيش فيها، فحاول أن تتقبل أخطاءك وتعترف بها وتعمل على إصلاحها حتى تصل إلى النجاح وتطوير ذاتك.
ختامًا، الشيء الذي يفرق بين كونك شخص عادي أو شخص ناجح، وبين رائد أعمال ناجح أو موظف عادي هي العقلية، هناك عقلية قانعة بما تمتلكه من سمات ومواهب ثابتة لا ترى مجال للتطور والنمو، وهناك من يرى أنه قادر على التطور والتقدم وتعزيز إمكانياته ومواهبه الذاتية لرفع جودة حياته؛ وهي عقلية النمو التي تنمو وتتوسع حتى تحقق أهدافها.