تُطِل علينا السوشيال ميديا من جديد بلعبة جديدة منتشرة بين الأطفال في المدارس خلال الآونة الأخيرة، ويطلق على هذه اللعبة الجديدة الخطيرة لعبة الموت أو لعبة تحدي الموت، ولا تختلف هذه اللعبة عن الألعاب ذات الخطورة العالية التي سبقتها وتسببت في موت لاعبيها مثل لعبة الشنق و الحوت الأزرق.
لعبة الموت في مدارس مصر |
وانتشرت لعبة الموت بين الأطفال والمراهقين بسرعة البرق، وقد ساعد في ظهورها وانتشارها بالشكل الرهيب بين أولادنا هو تطبيق تيك توك، وهو ما أثار ذعر وقلق الأمهات والآباء على أبنائهم، مما أدى لتحرك مؤسسات الدولة لمواجهة هذه الظاهرة المنتشرة في مدارس مصر.
ماهية لعبة تحدي الموت؟
لعبة الموت هي لعبة يقوم فيها اللاعب بكتم أنفاسه لمدة من الوقت، ثم يأتي صديقه للضغط على صدره، مما يقلل وصول الأكسجين للرئة ومن ثم إلى المخ، وفي غضون ثوان يتعرض الطفل إلى حالة من فقدان الوعي، وأثناء ممارسة هذه اللعبة، يتم تصوير اللاعب، ومن ثم نشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما علاقة التيك توك بلعبة الموت (كتم الأنفاس)؟
كما سردنا أعلاه، يتم رفع الفيديو الذي يظهر فيه الأطفال والمراهقين؛ وهم يلعبون لعبة الموت على مختلف منصات السوشيال ميديا، فقد أثارت هذه الفيديوهات تفاعلًا واسعًا على تطبيق تيك توك، وذلك لضعف درجة الأمان والحماية على المحتوى المقدم لمستخدمي التطبيق. ونظرًا لانتشار تطبيق تيك توك داخل مصر، مما أدى إلى تقليد اللعبة بين الفئات العمرية الصغيرة على مستوى واسع. وفي النهاية، وصل الحال لممارسة الطلاب هذا التحدي الخطير في المدارس بين بعضهم البعض.
دور الدولة المصرية تجاه لعبة الموت
شهدت الأيام الماضية تحركات من وزارة التربية والتعليم للحد من توسع اللعبة بين مدارس مصر، وذلك بعد رصد عدة حالات من خلال ممارسة لعبة الموت ورفع الصور والمقاطع على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وقد قامت بإصدار بيان عاجل إلى جميع الإدارات التعليمية بشأن هذه اللعبة، وجاء الخطاب موجهًا إلى مديري المدارس في مصر؛ بأن يأخذوا جميع الاحتياطات لمنع ممارسة هذه السلوكيات الخطرة على الأطفال، وأيضًا تشديد الرقابة المدرسية على الطلاب وتقويم تصرفاتهم، وعمل محاضرات توعية وتثقيف للطلبة والطالبات للتعرف على العواقب الوخيمة لهذه الألعاب التي تنتشر على الإنترنت.
وقد حثت الوزارة أيضًا الأسرة في خطابها على متابعة الأبناء في المنزل، ومعرفة الأشياء التي يتابعونها على الهواتف الخاصة بهم، ورفع درجة مراقبة الطفل أثناء تصفح هاتفه، وتوعية الأطفال والمراهقين بخطورة الألعاب الإلكترونية المتداولة عبر الإنترنت.
وقد طرح البرلمان المصري القضية خلال جلساته، وقد طالبت النائبة إيناس عبد الحليم وزير التربية والتعليم بزيادة البحث في القضايا التي تمس الأسرة والمجتمع كتلك التي نتعرض لها، وأخذ إجراءات فعالة في مواجهة المشكلة والحد من خطورتها، وتثقيف الطلاب بتابعات هذه السلوكيات الخاطئة، وأيضًا طالبت وزير الاتصالات بوقف تطبيق التيك توك؛ لمساهمته الكبيرة في نشر هذه الممارسات الغير آدمية بين الأطفال والقُصر الذين لم يبلغوا مرحلة النضج بعد.
دور الأسرة لحماية الأطفال من مخاطر لعبة الموت
دور الأسرة المصرية لصد خطر لعبة الموت دور محوري وهام، لأن الأسرة هي الأكثر قربًا من الطفل، والأكثر تعاملًا معه، وقد يتقبل منها ما لا يتقبله من الآخرين، فيما يلي بعض النصائح التي ينصح بها أخصائي علم النفس التي من دورها أن تحمي أطفالنا من مخاطر الألعاب الشاذة التي يتم تداولها على الإنترنت.
- رفع درجة الوعي والإدراك عند الأطفال؛ من خلال توعيتهم بالنتائج السلبية التي من الممكن حدوثها عند ارتكاب مثل هذه الأخطاء.
- انصح طفلك بأسلوب لطيف بعدم تقليد أي مقاطع فيديو تتواجد على الإنترنت.
- الأطفال والمراهقين يحبون الأشياء المثيرة، فحاول أن تُشبع هذه الرغبة تجاه الأشياء المفيدة مثل تعلمهم ألعاب كالسباحة أو السفر أو مشاركتهم الألعاب المثيرة المليئة بالتحدي والمغامرة دون خطر على سلامتهم وسلامة حياتهم.
- يتجه الأطفال دائمًا نحو التقليد الأعمى دون الوعي بالمخاطر، وهذا سبب رئيسي في انتشار هذه اللعبة بين أبنائنا في المدارس، لذلك ينبغي إبعادهم عن الفيديوهات التي تضرهم من الأساس.
- فلترة ما يشاهده الأطفال من قبل الوالدين في المنزل.
- التدخل في شئونهم وحياتهم بشكل كلي، وترسيخ هذه القاعدة في سن مبكر، بمعنى لا خصوصية للأطفال والمراهقين حتى يصلوا لمرحلة الرشد.
- متابعة الآباء للتطبيقات المحملة على أجهزة الأبناء، وإزالة كل ما هو مشبوه أو مؤذي.
- الحرص في التعامل مع الأبناء، وخصوصًا في مرحلة المراهقة، واجعل العلاقة بينكم علاقة صداقة وقلل من التوجيه المباشر في هذه المرحلة العمرية.
في الأخير، ننصح الآباء والأمهات بالتركيز مع أولادهم، والانتباه لتصرفاتهم وردود أفعالهم وسلوكهم مع من حولهم، وعند ملاحظة أي تغيير، على الآباء التعرف على الأسباب والتغيرات التي طرأت لتغير من تفاعلاتهم نحو الأشياء، وعليهم أيضًا تحذير الأطفال من التطبيقات سيئة السمعة، وعدم الانجرار وراء التحديات والألعاب التي تعرض حياتهم للخطر أو الموت في بعض الأحيان.
لو استفدت من المحتوى، نرجو المتابعة