كثيرًا ما نتعرض لحالة من التشتت النفسي في الحياة، ويسيطر علينا إحساس من التيه بالحياة في مرحلة ما من مراحل حياتنا. والغريب هنا أن الموضوع لا علاقة له بما تمتلكه أو تفتقده، حيث نجد أن الكثير منا يملك الكثير، وهناك من لا ينقصه شئ تقريبًا ولكنه يعاني دومًا من إحساس التشتت النفسي الذي يراوده. نستعرض معكم من خلال هذا المقال أهم 3 أشياء تخلصك من شعور التشتت النفسي في الحياة، وتجعلك إنسان أكثر إتزانًا وتركيزًا.
التشتت النفسي |
التشتت النفسي
يجب علينا أولًا معرفة ما هو التشتت النفسي حتى نعرف كيفية تجنبه والتخلص منه.
- التشتت النفسي هى هذه الحالة من عدم التركيز والتيه في الحياة والإحساس بالضياع في الحياة وما يُمليك عليك الشيطان حتى يثبطك في حياتك ويختفي بريقك وما تقدمه على هذه الأرض.
- ويمكن القول أيضًا بأنه الشعور بالبعثرة وعدم تنظيم الأفكار، وفقدان الشعور بالسكينة واطمئنان القلب.
- يعتبر أبلغ تعبير عن التشتت النفسي في الحياة هو حالة الإحساس بالقلق النفسي الدائم لفقدان شئ لا يمكن تحديده أو معرفته، على الرغم من إمتلاك الكثير والكثير من النعم، أى الشعور الدائم بالنقص؛ بأن هناك شئ ينقصك دائمًا.
يختلف مفهوم التشتت النفسي من إنسان لآخر على حسب ما يمر به، وما يُحيط به، وما يكمن داخل كل واحد منا، ولكن يبقى الإجماع على أن الشعور بالتشتت النفسي يحمل في طياته الكثير من السلبيات والمساوئ.
أفضل 3 أعمال يمكنك القيام بها للتخلص من التشتت النفسي
يمكن لأي شخص التعرض لحالة من التشتت النفسي في حياته، يستمر الإنسان على هذه الأرض في دوامة التشتت والتيه، طالما كان بعيدًا عن مسببات الطمأنينة والراحة النفسية وسكينة النفس. أذكر لك أخي خلال السطور القادمة أفضل 3 أعمال تمنع تعرضك للتشتت النفسي في الحياة، وتجعل حياتك أكثر إتزانًا وراحة وطمأنينة.
1. قراءة القرآن الكريم بشكل يومي
اجعل لك أخي ورد يومي مع القرآن، كن في علاقة دائمة مع كلام الله، فهذا يعطيك الكثير من الثقة و التركيز و السلام النفسي. إذا كنت تعاني من التشتت النفسي في حياتك بشكل عام، فعليك أولًا وأخيرًا بالرجوع إلى كتاب الله والتمسك به والإلتزام بتلاوته خلال يومك.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين"، ويذكر الله فضل القرآن في موضع آخر "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدًى ورحمةٌ للمؤمنين"، وهناك الكثير من المواضع في القرآن التي توضح لنا أهمية القرآن وفضله وفضل تلاوته.
2. المداومة على ذكر الله
حاول أخي الكريم أن تداوم على ذكر الله خلال يومك وليلتك، فالذكر من أفضل الأعمال التي تتغلب بها على التشتت النفسي في الحياة. يعد الذكر من أكثر العبادات تقربًا إلى الله، لذلك إلتزم بأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، وحاول الإكثار من ذكر الباقيات الصالحات أثناء اليوم، فهى من أفضل الأذكار التي تتقرب بها إلى الله، وهى كالتالي (سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر)، وذلك لقوله تعالى "والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثوابًا وخيرٌ أملًا".
يُبين لنا الله في كتابه الكريم فضل الذكر بقوله عز وجل "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وقوله "ولذكر الله أكبر"، من هنا يتبين لنا فضل المداومة على ذكر الله علينا وعلى حياتنا، فالذاكر يحمل دائمًا درعًا ضد الصدمات والتحديات. وأيضًا، قد جاءت السنة المحمدية توضح لنا فضل الذكر، حيث يقول ﷺ "مثلُ الذاكر والغافل كمثلِ الحى والميت".
الذكر عزيزي المتابع من أفضل الأعمال التي تقضي على التشتت النفسي والإحساس بالضياع، فأنت في صيانة مستمرة لصحتك النفسية من خلال الإتصال الدائم بخالقك وهو أعلم بك وبما يصلحك. فالذكر يبث في النفس الطمأنينة والسكينة ويبعد عنها التشتت والتيه.
3. الدعاء
الدعاء والتضرع سلاح فتاك لكل الأزمات والشدائد والعقبات، يعتبر الدعاء باعث الأمل الحقيقي داخل الإنسان، وهو الوقود الذي يحركنا في هذه الحياة المليئة بالأحداث والازمات والاضطرابات. الدعاء هو روح العبادة، وإنطلاقًا من هذا الحديث، فهو أكبر داعم لك ضد التشتت النفسي والضياع في الحياة. فأنت عندما تدعو وتتضرع، تشعر بالسند والدعم النفسي والروحي، ويُنزل عليك الله من بعدها السكينة والطمأنينة.
لذلك، عندما تشعر أخي بالتشتت النفسي والتيه في هذه الحياة، توجه إلى الله، وادع وتتضرع له سبحانه بأن يكشف عنك الضُر، واسأله السكينة والطمأنينة والثبات في الحياة.
ختامًا، وضحت لك عزيزي القارئ في هذه المقالة بعض الأشياء التي تقوم بها وتداوم عليها عند شعورك بإحساس التشتت النفسي وعدم الإتزان في الحياة. وأتمنى أن أكون قد قدمت الإفادة من خلال هذا المقال، ويمكنك الإطلاع على الفيديو بالأسفل للإستزادة من المعلومات في هذا الموضوع.
يسعدنا متابعتكم لنا على القناة الرسمية على تليجرام من هنا