الميكروبيوم هى كائنات حية دقيقة تتعايش مع الإنسان أو أى كائن حى، ويعتبر الميكروبيوم موضوع من الموضوعات الهامة لكثير مما يعملون فى مجال البحث العلمى، وهذا يرجع لمدى تأثير هذه الكائنات على صحة وحياة الإنسان؛ فتوازنه يساهم بشكل كبير فى صحة الإنسان وأيضا أختلاله يسبب الكثير من الأمراض و المشاكل الصحية .
فوائد الميكروبيوم وعلاقته بصحة الإنسان
هى عبارة عن الكائنات الحية الدقيقة التى تتعايش مع الإنسان أو أى من الكائنات الحية الأخرى (الحيوان أو النبات) ، وتعيش هذه الكائنات داخل جسم الإنسان أو خارجه فهى تعيش داخل الجسم فى الأمعاء وبالأخص الأمعاء الغليظة وخارج الجسم حيث توجد على الجلد وبعض الأماكن الأخرى كالفم والأنف والعين والأعضاء التناسلية ، وتوجد كما ذكرنا فى التربة وعلى أوراق الشجر وغيرها .
وتعيش هذه الكائنات أو ما يعرف بالميكروبيوم في الجهاز الهضمي الخاص بالإنسان والحيوانات وأيضا الحشرات، ففي الإنسان توجد في الأمعاء الغليظة (القولون) وتسمى بالنبيت الجرثومى المعوى وتضم أكبر عدد من البكتيريا والميكروبات مقارنة بمناطق أخرى في الجسم حيث تبلغ نحو 5و1 كيلوغرام؛ كما يوجد القليل منها في الأمعاء الدقيقة . وتتكون تلك الكائنات في الإنسان بعد عام إلى عامين بعد ولادته .
وتعيش هذه البيكتريا و الميكروبات أيضا على جلد الإنسان. وهي تشكل جزءا من جلد الإنسان ، وهي في مجموعها بأنواعها المختلفة من بكتيريا وفطريات وجراثيم تشكل ما يسمى بالنبيت الجرثومى للجلد. و تتكون أيضا بعد ولادته طبقا لمحيطه البيئي وتتغير بتغيير بيئته وتقدمه في العمر .
فوائد الميكروبيوم
يوجد في الأمعاء عدد كبير من الميكروبات وفي الأمعاء الغليظة عدد كبير منها أكبر مما تحتويه الأمعاء الدقيقة . تساهم الميكروبات الموجودة في الأمعاء الدقيقة في وقاية الجسم من الميكروبات المسببة للمرض ، وهي تدعم بذلك عمل الجهاز المناعي، وتختلف الميكروبات الموجودة فى الأمعاء الغليظة عن الموجودة فى الأمعاء الدقيقة ولكل منها وظائفها وأهميتها ، ومن الممكن أن تتسبب الميكروبات والجراثيم الموجودة فى الأمعاء الغليظة فى الأمراض وتصبح ممرضة إذا تسللت إلى الأمعاء الدقيقة .
ومع استقرار حالة الأمعاء وتنوع ما يتناوله الإنسان من الغذاء وتناول الغذاء الصحى يمكن ذلك من تحسين أنواع الكائنات المكونة للميكروبيوم داخل جسم الإنسان ونشاطها ، فهي تشكل مجموعة وفصيل يخص الإنسان عائلها. ويختلف هذا الفصيل من الكائنات الحية سواء الموجودة فى الأمعاء أو الجلد أو المناطق الأخرى من إنسان إلى آخرومن كائن إلى كائن آخر ، وهذا ما يفسرإختلاف أستجابات الأشخاص لبعض الأطعمة أو المشروبات أو حتى الأجواء الموجودة فى نفس البيئة ، فنجد مثلا بعض الناس يعانون بحساسية اتجاه نوع معين من الغذاء او الشراب أو حالة معينة من الطقس عن غيرهم من الناس ، كل هذا يرجع فالأساس إلى إختلاف الميكروبيوم داخل جسم الإنسان من شخص لآخر .
ولهذا الميكروبيوم الخاص بالأمعاء والمعروف بإسم النبيت الجرثومى المعوى فوائد ومهام منها :
- تساعد على عملية الهضم داخل الأمعاء
- تدخل فى تكوين بعض الفيتامينات كفيتامين ب12 وفيتامين ك والثيامين
- تعمل على مكافحة الجراثيم المسببة للمرض
- تساعد وتدعم الجهاز المناعى
- تحسين وتنشيط حركة الأمعاء
- تحسين النشاط داخل جسم الإنسان ورفع مجهوده
تأثير الميكروبيوم على صحة الإنسان
فإن للميكروبيوم عظيم الأثر على صحة الإنسان؛ فمع توازن هذا الميكروبيوم وصحة هذا النظام من الميكروبات والبكتيريا النافعة وعدم إختلال هذا الميكروبيوم يتزن جسم الإنسان ويعزز من صحته ؛ لأثر تلك الكائنات الدقيقة وعملها على الحد من الميكروبات المسببة للأمراض، وتعزيز الميكروبيوم الصحى لجهاز المناعة وتكوين الفيتامينات الهامة داخل جسم الإنسان .
وقد تم ربط عديد الأمراض بالإختلال فى نظام الميكروبيوم الخاص بالإنسان سواء كان الميكروبيوم المعوى أو الجلدى وغيرها ، فهذا الاختلال يؤدى إلى خلل وظائف بعض الأجهزة وعمل بعض الأعضاء داخل جسم الإنسان؛ فإختلال الميكروبيوم المعوى قد يؤدى إلى تنشيط الميكروبات والطفيليات الضارة وما تسببه من أمراض داخل الأمعاء والجهاز الهضمى وما يتبع ذلك من أثر على باقى الجسم والجهاز المناعي للإنسان.
وقد ذكرنا إرتباط الميكروبيوم الخاص بالإنسان لعديد من الأمراض فمنها السكرى والقلق وتقلب المزاج والسمنة وغيرها ، ففي حالة مرض السكري يحدث خلل في الميكروبيوم لأن هذه الميكروبات والبكتيريا مسئولة عن تكسير السكر داخل الأمعاء ومن ثم تحويلها إلى دهون تمد الجسم بالطاقة عند اللزوم ، وفى حالة أمراض مثل القلق وتقلب المزاج وذلك لتأثير هذه الميكروبات بالعصب الحائر وهو عصب يخرج من الدماغ إلى القناة الهضمية ، ومدى تأثيرها على الشهية وكفاءة إستخدام الطعام وذلك فى حالات أمراض السمنة .
ويؤثر الميكروبيوم الخاص بكل إنسان على استجابة هذا الشخص لأدوية معينة فقد نجد أن حدوث حالات من الحساسية لدواء معين من بعض الأشخاص وهذا يرجع لخلل ما في الميكروبيوم الخاص بهم ، ويؤثر الميكروبيوم أيضا على النوم ومدى جودته للإنسان .
وأيضا الميكروبيوم الجلدى ومدى تأثيره على صحة جلد الإنسان وقد يؤدي أى إختلال فى هذا الميكروبيوم إلى التعرض لبعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والتينيا وغيرها الكثير وذلك لتأثير هذا الإختلال على ما يعرف بفلورا الجلد .
الحفاظ على ميكروبيوم صحى
تتأثر الميكروبات والبكتيريا النافعة داخل جسم الإنسان أو خارجه بعديد من العوامل منها الأدوية كالمضادات الحيوية فإستخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة يخل من نظام الميكروبيوم الخاص بالأمعاء ، وأدوية الفيتامينات عند إستخدامها بطريقة خاطئة يخل بنظام الميكروبيوم الخاص بالإنسان، والطعام غير الصحى يحدث خلل بالميكروبيوم ، والتعرض الكبير المواد الكيميائية يؤثر أيضا على الميكروبيوم الموجود بالأنف والعين والجلد ، وإستخدام بعض مستحضرات التجميل قد تؤثر على الميكروبيوم الموجود على الجلد ؛ وهذا يختلف من شخص إلى آخر .
ولهذا ينصح بعدم الإفراط في تناول الأدوية وبالأخص المضادات الحيوية وأدوية الفيتامينات والمكملات وتحت توصية طبيب مختص ، وتناول غذاء صحى متنوع ومتوازن والإكثار من تناول الأطعمة المليئة بالألياف كالخضروات والفواكه ، وتناول الأطعمة التى تحتوى على البروبيوتيك كالزبادى وأطعمة المخمرات مثل المخلل .